بقلم اية محمد رفعت
المحتويات
حتى انتهت من فحصها لتؤكد له بأنها بخير ولكن إحتجازها بمكان ضيق كهذا منعها من إستنشاق الإكسجين اللازم وأخبرته بأنها ما هي الا دقائق وستستعيد وعيها تدريجيا جذبآسر احد المقاعد ثم جلس لجوارها ينتظر لحظة استعادتها للوعي فتحت جفن عينيها الثقيل بصعوبة وهي تحاول التقاط نفسها المتقطع بدأت الرؤيا توضح تدريجيا فوجدت ذاتها بمكتبه انتفضت تسنيم بجلستها وأخذت تتأمل المكان برهبة شديدة إقترب آسر منها ليتساءل بشك
إرتجف جسدها وتراجعت للخلف وهي تردد پخوف مبالغ به
أنا هنا بعمل أيه وأنت ليه مقرب مني كده
رغم دهشته من طريقتها الغريبة ولكنه تفهم بنهاية الأمر الحالة المسيطرة عليها فسمات الصعايدة صعبة فيما يرتبط بالأصول فأشار لها بيديه
إهدي بس الأول.
واستطرد ليوضح لها
أنتي كان مغمى عليكي بالأسانسير وأنا طلبتلك دكتورة ولسه ماشية حالا.
شكرا لحضرتك يا أستاذ آسر..
وتحملت على ذاتها لتنهض عن الأريكة فرفعت معصمها ومن ثم شهقت پصدمة
يا خبر الوقت إتاخر أوي أكيد باب السكن إتقفل.
استمع آسر لما قالت وإن كان صوتها منخفض فقال بذهول
بس الساعة١٠ونص!
الباب بيفقل الساعة ٩.
ثم اتجهت تجاه الباب فخطى خلفها وهو يناديها
تسنيم استني.
وقفت محلها تشدد على حقيبتها بارتباك فوقف مقابلها ثم قال
تسمحيلي أوصلك بعربيتي..
كادت بالاعتراض فقاطعها
زي ما قولتي الوقت إتاخر ومينفعش تمشي بالوقت ده لوحدك ويا ستي إعتبريني تاكسي واركبي ورا..
متضعيش وقتك أكتر من كده يلا.
لم يكن لديها حلول أخرى اتبعته للأسفل باستسلام فأخرج سيارته من الجراج ومن ثم وقف مقابلها فصعدت بالخلف على استحياء تحرك بها وكانت مرشدته تجاه السكن الجامعي ومع أن وصلوا حتى وجدوا الباب مغلق من الخارج بالقفل المعدني مثلما تفعل مديرته كل يوما حرصا على سلامة الطلبات ولأجل الحفاظ على قوانين السكن انكمشت ملامحها في يأس ولمعت الدموع بحدقتيها فماذا ستفعل بهذا الوقت المتأخر وإلى أين ستذهب
ولا يهمك تعالي معايا وقضي الليلة مع حور والبنات.
أعدلت طرف خمارها الطويل وهي تجيبه بتوتر
لا مفيش داعي هشوف أي مسجد. أو سكن قريب من هنا.
بحدة قال
سكن أيه ومسجد أيه بلاش كلام فارغ بعيد عن إنك صاحبت حور فإحنا من بلد واحدة وبنعمل مع الغرب أكتر من كده ولا أيه!
بشقة عبد الرحمن.
ظل لجوارها حتى غفت تماما فداثر عبد الرحمن والدته بحنان ثم تسلل للخارج بهدوء حتى لا يوقظها فإتجه للمطبخ ليعد كوب من القهوة الساخن ثم جلس يحتسيها
بانتشاء وكأن مذاقها يذكره بتلك الفتاة ذات العين البنداقية لأول مرة تتعلق ذاكرته بأحد ليس لإنه يكره النساء ولكن لإنه لم يجد من تلفت انتباهه انتشله من شروده الهائم بفتاة أميركا رنين هاتفه فرفعه ليجد اسم الكبير ينير من شاشته لعق شفتيه بتوتر وكأنه يتلصص على تفكيره فوضع الكوب من يديه على الطاولة ثم وقف ليجيبه بلغة صعيدية
كيفك يا عمي يارب تكون بخير.
أتاه صوت فهد الحنون
بخير يا ولدي انت اللي أخبارك أيه وحشنني أوي.
ابتسم وهو يجيبه
اني بخير والله تسلم يا غالي.
انتظر دقيقة ثم قال
اني كلمتك عشان أقولك تتدلى البلد أخر السبوع الجاي أنت ووالدتك مع الشباب.
صعق عبد الرحمن مما استمع عليه فبترت الكلمات على شفتيه ولم يجد ما يقوله فاسترسل فهد حديثه قائلا
متقلقش هبعتلك عربية إسعاف تجبها وهي إهنه جوه عيونا يا ولدي.
ابتسامة
تسللت على وجهه رغم الدموع البارزة من عينيه فقال
مش عارف أقولك أيه يا عمي ربنا ما يحرمني منيك.
رد عليه بحب
متقولش حاجة وتنفذ اللي قولتلهولك وأنت ساكت فاهم.
اتسعت ابتسامته وهو يجيبه
فاهم يا كبير في رعاية الله.
وأغلق الهاتف والسعادة تتراقص على وجهه فرغم ما ارتكبته والدته من ذنب
ڤاضح الا أنه سامحها بنهاية الامر!
صعدت تسنيم خلفه پخوف ينبع بأوصالها رغما عنها كانت تلتفت خلفها وتقدم قدما وتأخر الأخرى بارتباك شعر آسر بها فوقف على الدرج ثم أخرج هاتفه لينتظر حتى أتاه الرد فقال
حور انا تحت إنزلي حالا.
وأغلق الهاتف ثم وقف مقابل تسنيم التي حمدت الله حينما وجدت رفيقتها تهبط الدرج فعاد الډماء ليسري بعروقها ما فعله كان من أسمى سمات الرجولة رفضه لرؤية الخۏف يتمكن منها فمنعها من اللعب على اعصابها من وضع إفتراضات مؤلمة فقطع تفكيرها حينما جعل حور تهبط بنفسها قبل صعودهما كان لاجل تلك الابتسامة والراحة التي سكنت معالم وجهها الرقيق وبالرغم من خجلها الا أنها منحته نظرة شكر وإمتنان لتفهمه لخۏفها الطبيعي افاقت تسنيم من غفلتها على احتضان حور لها بسعادة حينما أخبرها آسر بما حدث ققالت بفرحة
والله ما مصدقة انك هتقضي الليلة معايا ده انا مش هسيبك تنامي أبدا هنرغي للصبح.
رد حازم انطلق منه
حور!
تهدلت شفتيها بحزن
خلاص هسيبك تنامي والصبح نرغي مرضي كده يا كبيرنا.
ابتسم آسر ثم أشار لهما باستكمال الدرج من خلفه فوصلوا سويا للطابق المنشود وجدته تسنيم يتجه للشقة القابعة بالجانب الأيسر وحور بالجانب الأيمن فالټفت ويا ليته لم يفعل امسك بها تتطلع له فإحمر وجهها خجلا لتسرع من خلف رفيقتها ابتسم آسر ثم أشار لحور بصوت ثابت يسكنه الحزم
إقفلي عليكم كويس.
أومأت له مرددة
حاضر والله حفظت التعليمات.
وبالفعل ولجت للداخل لتغلق الباب بالمفتاح جيدا ثم استدارت لتجدها تتأمل الشقة بإعجاب شديد فكان يغلبها الطابع الانثوي انتبهت لصوت حور حينما قالت
تعالي ندخل أوضتي.
اتبعتها للداخل فأغلقت حور الباب من خلفهما ثم اتجهت للخزانة الكبيرة التي تشمل نصف الحائط إختارت منامة من اللون البنك ثم أشارت لها على حمام الغرفة بحماس
ادخلي غيري هدومك بسرررعة وتعالي عشان في حاجات كتيرة فايتاك باللي مطنشة مكالماتي من الصبح.
جذبت منها المنامة ثم قالت بسخط
وأنا هروح منك ومن رغيك فين أهو بالنهاية جيتلك
برجلي.
دفعتها بقوة تجاه الحمام وهي تردد بسخرية
نصيب يا بنتي لان ربنا عالم بيا وبالأخبار المهمة عندي خلصي بس.
تعالت ضحكات تسنيم فأغلقت الباب من خلفها ثم أبدلت ثيابها وحينما خرجت وجدتحور ترص عدة أطباق على الطاولة الصغيرة المقابلة للشرفة لتشير لها بيدها
يلا يا حلوة لقمة هنية من صنع أيديا.
جلست على الفراش بحرج
أيه اللي أنتي جيباه ده يا حور أنا مش جعانة على فكرة.
جذبتها للطاولة وهي تصيح بها بعبث
أنتي ليه محسساني اني واحدة من الشارع ده إحنا عشرة عمر يا بت طول عمرنا بنقسمها سوا ولا نسيتي!
ابتسمت ثم انصاعت ليدها فجلست على الطاولة لتبدأ بتناول طعامها بصحبتها لتشرع حور بقص ما حدث اليوم على مسمعها لتختمه بقولها المتحير
ومعرفش أيه اللي يخليه يحتفظ باللعب والتوك بتاعتي لحد الآن!
ثم استكملت حديثها بهيام بذكريات الماض
وإحنا صغيرين كان بيحب يضايقني اوي على عكس علاقته بروجينا فأكيد أخد اللعب دي عشان يضايقني برضه.
استمعت لها بحرص ثم قالت
لو كان عايز يضايقك كان كسرهم ورماهم مكنش احتفظ بيهم كل ده.
رفعت حاجبيها بإستغراب
قصدك أيه
ردت عليها تسنيم بهدوء
قصدي ان في فرق بين الصداقة والحب يا حورالصديق عمره ما ببضايق صديقه وبيسعى لإسعاده بشتى الطرق لكن لما العلاقة تتحول لعناد وصراعات بتبقى بوادر لعلاقة حب فهمتي طبيعة علاقته بخطيبته أيه
لعقت شفتيها بارتباك وقد تسنى لها فهم ما ودت إخبارها به تسنيم فبمجرد تخيلها أن أحمد يكن لها حب خفي ارتبكت مشاعرها فباتت كالعاړية أمام رفيقتها خشيت أن تستكشف مشاعرها هي الأخرى فقالت بتوتر
فكك من الحوار ده وقوليلي عاملة أيه في الشغل مع كبيرنا.
تشتت للغاية فأبعدت خصلات شعرها البني عن عينيها وهي تجيبها بخفوت
ولا حاجة انتي عارفة أن ده أول يوم ليا وكده وأدكي شوفتي من أولها مصېبة الاسانسير والسكن.
ضحكت حور وهي تشير لها على الفراش
ده رزقي عشان تونسيني النهاردة.
تمددت تسنيم جوارها ثم استمعت لثرثرتها التي لم توقف الا حينما ادعت النوم فأغلقت حور الضوء وخلدت هي الأخرى للنوم فحينما تأكدت الأخرى من نومها فتحت عينيها لتصفن به مديرها الغامض الذي أصبح يسيطر على حيز كبير من تفكيرها!
ساعات مطولة قضاها بالقيادة وهو يحاول التغاضي عما حدث معه من تلك الفتاة الوقحة وبالنهاية اهتدت سيارة يحيى أمام العمارة فصفها وصعد لشقته كانت الساعة وقت إذن الثانية صباحا وبالرغم من ذلك مازال يلتمس عتمة الليل القابعة بداخله دث مفتحه بباب الشقة ومن ثم صعد لغرفته فألقى جاكيته على الأرض ثم جلس على حافة الفراش بإهمال يحتضن وجهه بذراعيه والآلآم تسيطر على جسده باكمله وخاصة موضع قلبه فتح باب الغرفة من أمامه لتدلف ماسة وهي تحمل لعبتها بين يديه فاقتربت لتجلس جوارها وبسمتها تشرق وجهها الرقيق تعلقت عينيه بها لثوان طالت لدقائق لم يمل منها تمنى لو تعود لحالتها الطبيعية لساعة واحدة يشكو لها ألم قلبه الذي يلتاع شوقا لها كان بحالة مذرية وكأنه
جريح ېنزف جرحه دون توقف رفع يديه ليلامس وجنتها الحمراء ليهمس بصوت مخټنق
وحشتيني أوي يا ماسة.
اتسعت ابتسامتها لتجيبه بعفوية
وأنت كمان.
بالأسفل..
ممكن تفهميني أيه اللي بيحصل بالظبط مش قولتيلي ان حور اللي طالعة معاكي!
لم تفهم سبب تعصبه الشديد ولكنها أجابته بثبات
ايوه كانت هتطلع معايا بس عندها امتحانات فمكنش قدامي غير رؤى في حاجة ولا أيه
تحكمبدر بانفعالاته ثم قال بصلابة
لا مفيش.
وأشار لها بغيظ
يلا نتحرك ولا هنقف هنا طول النهار..
استغربت من حالتها الغريبة ولكنها لم تعلق فأشارت بيدها لرؤى التي تفهمت ما يحدث معه ومع ذلك لحقت بهما فلم يعد يشغلها أحدا باتت كالألة التي تتحرك دون أي شعور فحتى قلبها لم تعد تستمع لآنينه!
فتح عينيه ببطء شديد ثم استند بجذعيه على الفراش ليجلس باستقامة فرك يحيى جبهته پألم شديد وكأنه لا يتذكر سبب ألم صداع رأسه او حتى كيف غفل بنومه هكذا لفت انتباهه العروس الملقاة أرضا فنهض عن الفراش ليحملها بين يديه بابتسامة تسللت لوجهه فحتما هي مختبئة بغرفته مثلما تفعل رفع صوته وهو يبحث خلف الستائر وبخزانته
ماسة أنتي فين
لم يجدها فمرر يديه على خصلات شعره الطويل بحيرة فاهتدت عينيه لطرف الملاءة الذي يظهر من خلف حائط حمام غرفته اقترب يحيى حتى ولج للداخل فتخشب محله
متابعة القراءة