بقلم اية محمد رفعت
المحتويات
اللي قدام مكتب بدر ويحيى.
أومأت برأسها عدة مرات في توتر لتهرب
من نظراته الفاتنةفحملت حقيبتها ثم خرجت مسرعة وحينما ابتعدت عن مكتبه وقفت تستجمع شتاتها فهدأ تنفسها قليلا ابتسمت رغما عنها وهي تهمس بخفوت
أنا أكيد اټجننت واحد وبيشكر في شغلي ليه يحصلي كده!
وهزت رأسها بيأس من تغيرها ثم استكملت طريقها حتى وقفت أمام المصعد فرددت بحيرة
ده الاسانسير اللي طلعت فيه الصبح يبقى هو اللي شغال.
وتوجهت للداخل ثم أغلقت الباب الحديدي ومن ثم أغلقت الباب الخشبي القديم لتضغط على زر الطابق الأرضي فتحرك بها المصعد حركة بطيئة ثم توقف محله فباتت معلقة بين الطابق الثالث والرابع الذي يحوي مكتب آسر والشباب!
يعني أيه!
أجابتها حور بسخرية
يعني مش هقدر أجي معاك بقولك عندي امتحان الاسبوع الجاي بدل ما أقعد أذاكر أسافر رحلة!
جلست روجينا على الفراش پصدمة ثم أخذت تردد بحزن
يعني بعد ما آسر يوافق أنتي اللي تكوني العقبة
اقتربت منها ثم قالت بحنو
طب وأنا ذنبي أيه بس يا روجينا والله الاسبوع الجاي عندي أربع إمتحانات.
طب أقولك ما تأخديرؤى أوتالين معاك وأهو يغيروا جو.
تحول حزنها لسعادة فنهضت عن الفراش لتقبلها وهي تخبرها بفرحة
أنتي صح تاهت عني فين دي رؤى أكيد مش هتقولي حاجة بالعكس هتفرح جدا ..
وهرولت لغرفتها لتخبرها بقرارها حول اصطحابها للرحلة وأمام اصرارها وافقت رؤى فأكدت روجينا الحجز لثلاثة مقاعد برحلة الغد!!.
يحيى أنا قولتلك امبارح على الفون إني بحب راجل متجوز وأنت استغربت حتى عمر أخويا لما عرف اتعصب وقالي إنه هيجوزني لأول واحد يتقدملي وأنا عندي أموت على أني أنجبر أعيش مع حد مبحبوش عشان كده إختارت المۏت علشان ماما وأخويا يرتاحوا مني وملقتش غير شقتنا القديمة المكان اللي أقدر أنهي فيه حياتي اللي مبقاش ليها طعم غير المرار والعڈاب طالبة منك إنك تخليهم يسامحوني لاني للأسف مش هقدر أحب حد تاني ولا هقدر أكون لغيره... يمنى
مچنونة!
بغرفة أحمد.
كان يستند بجسده على شرفة غرفته يتأمل الطريق بشرود قد ترأه يتطلع للمارة وحركة
السيارات أما ما يرآه هو لقطات متفرقة لحياته البائسة التي سعى بها لحب
فتاة لم تكن له الاهتمام يوما ومع ذلك يجب الا يرتكب أي حماقات قد تسيء للعائلة فبالنهاية هي ابنة عمه وهو يعلم جيدا ماذا يحدث حينما يترك خطيبته التي طالت خطبتهما لأكثر من خمس سنوات زفر الهواء العالق برئتيه على مهل ثم أنعشها بالهواء النقي عله يتمكن من تبديل مزاجه الحاد فانتبه لدقات باب غرفته ومن ثم وجد بدر يقف أمامه ليتساءل پخوف
ابسط الأشياء التي تفعلها تجعله يشعر باهتمامها به إبتسم رغما عنه حينما ذكر بدر ما قالته إليه وإن كان بالمجمل أمرا عادي فأجلي صوته الخشن قائلا
بقيت كويس متقلقش.
وجلس على
الأريكة ليشير بيديه إليه
بس كويس إنك جيت لإني كنت عاوزك.
جلس بدر بالمكان المشار إليه وهو يسأل باستغراب
عايزني أنا! ليه خير
تطلع له مطولا قبل أن يتحدث بجدية
انا ملاحظ إنك من ساعة ما تالين ورؤىرجعوا وأنت متغير ١٨٠درجة.
وبوضوح شديد تساءل
أنت لسه بتحبها يا بدر
احتدت نظراته وإحتلتها الجفاء والقسۏة التي صاحبت نبرته
أنا مفيش بقلبي تجاهها غير الكره يا أحمد أنا مكنتش أتمنى إني أنجبر أشوفها مرة تانية لأن ده بيخليني أقرف من وجودي معاها بمكان واحد بس محلولة.
ضيق عينيه بدهشة
إزاي
أجابه بإيجاز
روجيناطالعة رحلة لاسكندرية هي وحور وآسر مكنش موافق فقولتله هطلع معاهم عشان أخد بالي منهم وكده.
تهجمت معالمه وهو يستمع من إبن عمه عن سفر خطيبته الذي يفترض معرفته أصغر التفاصيل المتعلقة بها! ومع ذلك حرص على الا يلاحظ بدر ذلك عله لا يفسر الأمور بمنظور أخر فقال بثبات وتحكم شديد
كويس وأهو تغير جو وتنسى بقا اللي فات لازم تبص لنفسك ولحياتك يا بدر...
أومأ برأسه بهدوء فتعجب كلا منهما حينما استمعوا لصوت شجار عڼيف يأتي من أمام باب شقتهم فردد بدر بدهشة
أيه الصوت ده
رد عليه احمد
معرفش تعالى نشوف في أيه
وبالفعل خرجوا سويا فوجدواماسة تبكي بشدة وتتعلق باللعبة التي يحملها طارق والأخير لا يقبل بتركها أسرع إليهم بدر فجذب ما بيد طارق ثم قال
في أيه يا طارق
قال پغضب شديد
كل ما بمسك لعبة عايزاها دي بقت حاجة تقرف.
انكمشت ملامحأحمد
بضيق شديد فقال وهو يحاول تهدئتها
مش هتبطل عنادك ده يا طارق قولنالك ألف مرة متحاولش تضايقماسة لإنها تعبانه!
رد عليه بكره شديد
الكل عمال يقول تعبانه تعبانة وهي بتجري وبتنطط فين التعب ده
تدخل بدر سريعا قبل أن تزداد الأمور سوء فهو يعلم ماذا تعني ماسة لأخيها
طلعها فوق يا أحمد وأنا هحاول أفهمه.
منحه نظرة قاتمة قبل أن يجذب يدها برفق للأعلى أما بدر فجذب طارق للأسفل بعدما لف يديه حول كتفيه ليشير له بابتسامة هادئة
تعالى يا بطل.
وولجوا سويا للداخل فأخذ يحاول بقدر المستطاع أن يجعله يستعب طبيعة مرض ماسة فبنهاية الأمر مازال صغير تتعقد الأمور له أحيانا.
أما بالأعلى.
مسح أحمد دموعها وهو يردد بابتسامة صغيرة
ما خلاص يا ستي جبنالك اللعبة أهو ولا أنتي لسه عايزة حاجة تاني
هزت رأسها بطفولية فتساءل بمرح
أمم شكلك عايزة تحتلي ألعابه كلها والمرادي هيولع فيا وفيكي.
لوت شفتيها بحزن فقربها أحمد إليه پألم ثم قال
بكره وأنا راجع من الشغل هجبلك ألعاب كتيرة أحسن من اللي عنده إتفقنا
ابتسمت وهي تشير له برأسها فنادى المربية ثم قال
خديها أوضتها يا إلهام وخليكي جنبها.
أومأت برأسها في طاعة ثم جذبتها للداخل وعينيه متعلقة بشقيقته التي صار حالها ېمزق القلوب!
استرخى آسر بمقعده بعد إنتهائه من العمل الشاق الذي تراكم عليه لسفره للبلد بالفترة الماضية فجذب جاكيته المطروح على ظهر المقعد ثم ارتداه ليتجه للخروج كاد بتخطي الطرقة التي تفصل بين مكتبه ومكتب يحيى فتوقف وهو يتأمل باب المصعد الحديدي المغلق ضيق عينيه بنظرة متفحصة فاقترب منه ليتفاجئ بالمصعد العالق بين الطبقتين خشى أن يكون بداخلهما أحدا فبالطبع كيف تعلق هكذا فصاح عاليا
مصطفى... مصطفى..
أتى مهرولا إليه وهو يردد
أمرك يا بشمهندس.
أشار له بضيق شديد
عامل الصيانة مجاش ليه يعمل الأسانسير!
أجابه مسرعا
من الصبح عمال يقول ساعة وجاي ولسه لحد الآن مجاش.
بحزم أضاف
وأنتوا مستنين أيه هاتوا واحد غيره شكل في حد بالأسانسير... إتحرك بسرعة.
ركض وهو يرفع صوته
حاضر.
وصليحيى للعمارة التي تضم شقة صديقه القديم بعدما إنتقل لشقة أكبر منذ سنوات صعد الدرج مسرعا حتى وصل للطابق المنشود كاد بأن يطرق على باب الشقة فتفاجئ به مفتوح فأسرع للداخل باحثا عنها..
ابتسامة خبيثة تشكلت على ثغرها ففور رؤية سيارته بالأسفل حتى رتبت أمرها فوقفت على سور الشرفة لتضمن نجاح خطتها اهتدت نظراته الباحثة عنها حينما رآها تقف على سور الشرفة فأسرع إليها وهو يصيح بها بإنفعال
يمنىأوعي تتهوري وترتكبي ذنب تدفعي تمنه غالي.
واقترب منها بحذر ثم مد يديه إليها وهو يتابع حديثه
هاتي إيدك وبطلي جنان.
أخفت ابتسامتها بحرافية ماكرة ثم قالت بلهجة حرصت لجعلها بائسة
وأيه اللي يخليني باقية على حياتي يا يحيى أنا قرفت من كل حاجة ونفسي أرتاح.
قال وعينيه تتفحص السور التي أوشكت قدميها على تخطيه
مفيش راحة اللي هتعمليه ده عقابه عند ربنا عسير.
قالت بيأس مصطنع
هيكون رحيم عليا من البشر.
إقترب المسافة المتبقية بينهما وهو يتابع بحديثه
طب إهدي وأنا هخلي أخوك يوافق على الشخص اللي حبتيه.
ابتسمت ساخرة والمكر يداهم عينيها
مش لما الشخص اللي بحبه يقبلني!
تصنعت عدم رؤيته وهو يقترب منها فتركته ينتشلها بعيدا عن السور لنجأتها مثلما ظن هو عاونها على الوقوف ثم جذبها للداخل وأغلق باب الشرفة ليصيح بها پعنف
إنتي إتجننتي! أيه اللي عايزة تعمليه ده
قالت پانكسار مزيف
مفيش بإيدي حاجة أعملها.
قال بهدوء
متقلقيش أنا هحاول أساعدك.
ابتسمت بخبث ثم إقتربت منه لترفع يدها على صدره فوزع نظراته بين قربها الشديد منه وبين يدها بعدم استيعاب وخاصة حينما قالت
لو عايز تساعدني يبقى تتقبل حبي ليك وتتجوزني يايحيى.
جحظت عينيه في صدمة وهو يحاول إستيعاب كونه الشخص المتزوج الذي تحبه! هز رأسه بعدم تقبل تلك الحقيقة فأبعدها عنه وهو يشير لها
أنتي أكيد مش في واعيك.
إلتصقت به مجددا وهي تجيبه بجراءة
أنا عمري ما كنت في واعي غير النهاردة أنا حبيتك من سنين من قبل حتى ما تتجوزها ولما اشتغلت معاك كنت بحاول أخليك تحس بيا بس دلوقتي خلاص جوازتك من المچنونة دي مش لازم تستمر أكتر من كده.
جلدته تلك الكلمة فنهشت جسده نهشا فدفعها بعيدا عنه حتى ارتطمت بالأرض بقوة وبتقزز أضاف
مسمحلكيش تتكلمي عن مراتي كده أنا بجد مصډوم فيكي وفي اللي وصلتي له من هنا ورايح المكتب متخطهوش برجليكي والكلام اللي قولتيه هنا النهاردة ده متكررهوش تاني.
وتركها وكاد بالرحيل فتعلقت بقدميه وهي تردد پبكاء
انا آسفة يا يحيى مش هتكلم عنها كده تاني ومش عايزاك تتطلقها.
ونهضت لتقف من أمامه ثم إقتربت منه بطريقة مخجلة لحيائها كأنثى لتستطرد
أنا عايزاك أنت وبس حتى لو هنتجوز بالسر!
إبعدي.
عن الفور تدارك ذاته باللحظة المناسبة فجذب قميصه الملقى أرضا وأسرع بالخروج من ذاك المكان الذي يشبه اللعڼة أسرعت من خلفه فدفعها بعيدا عنه وهو يردد بتقزز
أنا لولا أن أخوكي صاحبي وعشرة عمر أنا كنت ڤضحت وساختك.
وتركها وغادر فجزت على أسنانها بغيظ وصدمة من تماسكه أمامها! لا تعلم بأن من يعشق من صمام قلبه لا يرى أمامه الا من فتنت قلبه وعقله.
بعد معاناة تمكن العامل من تصليح العطل القابع بالمصعد وفور الإنتهاء من الإصلاح استكمل المصعد مهامه بالهبوط للطابق الأرضي فأسرع آسر للأسفل ثم فتح باب المصعد ليتفاجئ بها مغشي عليها فزع حينما رآها ملقاة كمن فارقتها الروح فإنحنى ليقربها إليه ثم لطم وجنتها برفق
آنسة تسنيم.. سامعاني
كانت شاحبة كالمۏتى فحملها بين يديه ليصعد بها لمكتبه مجددا بعدما طلب من العامل إحضار الطبيبة في الحال وبالفعل ما هي الا دقائق معدودة
متابعة القراءة