بقلم اية محمد رفعت
المحتويات
السفلي الذي تم تحضريه سابقا بأرقى أنواع المفروشات والأرائك العتيقة لاستقبال الضيوف ومجالس الرجال مهيئ الآن لإستقبال الرجال بالأسفل والطابق العلوي للنساء ولج الشباب لينضموا إليهم فتمدد كلا منهم على أقرب أريكة إليه فوزع سليم نظراته الساخرة بينهما قبل أن يخبرهما باستهزاء
لسه محتاجين مجهودكم في اللي جاي أوام اكده سلمتوا نمر!
حرام عليك يا سليم ده لولاهم مكناش خرجنا من هناك وسابونا نريح وهما اللي فضلوا بره لحد دلوقتي..
أردف بدر هو الأخر بعدما استلقى ليضع رأسه على ساق والده
حملك علينا يا حج ده انتوا لو كنت أجرت رجالة يقوموا بالمهمة دي كنت أكرمتهم مش كده ده احنا حتى لسه عرسان جداد..
لو كسفنا العمالة هنقدر ننجز بدري ولا ايه
منحه فهد نظرة غامضة ثم قال
ياخدوا الوقت اللي يعوزه المهم انها ترجع احسن من سابق..
نهض آيان عن مقعده وقال وهو يتجه للاعلى
هجبلكم لبس بدل اللي انتوا لبسينه ده.. رد عليه يحيى باستنكار
قال أحمد هو الاخر
احنا مش محتاجين نجدد السرايا بس احنا محتاجين لبس وحاجات كتيرة اوي..
أغلق آسر عينيه باستسلام للنوم وهو يردد بصوت ناعس
خلاص جددنا السرايا وعملنا كل حاجة ووقفنا على اللبس!
صعد آيان للأعلى حتى
يحضر بعض الملابس للشباب فطرق باب غرفته بحرج شديد لعلمه بأنه من المؤكد بأن الفتيات تسترخي بغرفته ففتحت تسنيم باب الغرفة لتجده يقف أمامها وعينيه موضوعة أرضا فقال دون أن يتطلع لها
هزت رأسها في تأكيد
طبعا اتفضل مفيش غير روجينا وأنا كنت رايحة أشوف البنات..
وغادرت تسنيم لتترك له مساحة خاصة ولج آيان للداخل فوجدها تغفو على الفراش پسكينة منحها نظرة دافئة قبل ان يقترب من خزانته فانتقى منها ما قد يليق بهم ثم كاد بالتوجه للخروج ولكنه توقف حينما استمع لصوتها الرقيق يناديه
استدار بجسده للخلف فوجدها تجلس على الفراش وتتطالعه بنظرة يراها لاول مرة دنى آيان منها حتى جلس لجوارها وعينيه تأبى طرق حدقتيها فوجدهما تلمعان بالدمع وسطور العشق ترتل بحرافية تاه بهما وشعر بأنه مغيب بتلك اللحظة التي مرت من أمام عينيه كالسهم الذي اشعل حواسه وضع يديه على يدها الممدودة وصوت جوارجه يحدثها بصمت..
تمزقت صفحة الصمت المطولة فيما بينهما حينما قالت والدمع
ينهمر على وجنتها ويدها ترفع يديه المصاپة
أنا لحد دلوقتي مش قادرة أستوعب اللي شوفته معقول أنت اللي انقذت أبويا من المۏت!
منحها ابتسامة مهلكة ثم رفع يديه الاخرى يحتضن بها وجنتها ليخبرها بصوته الرجولي الرخيم
قولتلك أنا اتغيرت يا روجينا وبقيت شايف أهلك أهلي..
أشرقت ابتسامتها لتنير وجهها التعيس فطبعت قبلة صغيرة على يديه المصاپة انحنى تجاهها آيان ليقبل وجنتها بحنان فتعلقت به واندثت بأحضانه لدقائق طالت بهما فحاول الابتعاد عنها وهو يهمس لها
تسنيم ممكن ترجع في أي لحظة وأنا كمان لازم أنزل.
هزت رأسها نافيا لطلبه بالابتعاد عنها فابتسم وهو يضمها اليه فربما يجتاح النساء العواطف والقليل من المشاعر بمواقف غير مناسبة بالمرة وبالرغم من ذلك لم يبتعد عنها بل ضمھا لصدره واحتواها بين ذراعيه حتى غلبها النوم بعد هذا الصراع القاټل الذي تعرض له الجميع فسحبها آيان للوسادة برفق ويديه تمسد فوق خصلات شعرها الطويل بعشق فحمل الملابس ثم رحل بهدوء قبل عودة تسنيم..
بالغرفة التي تبعد عن غرفة روجينا بمسافة ليست بكبيرة..
كانت تتمدد هنية على الفراش ولجوارها ريم ورواية ونادين كانت تحمل لها بعض العصائر المعلبة فانضمت لهن تسنيم وجلست على الاريكة الصغيرة المقابلة للفراش فسألته رواية بقلق
رؤى بقت كويسة
أجابته بتأكيد
ايوه بقت افضل هي مع ماسة وحور في الاوضة اللي نحية السلم.. وتالين وخالتو نواره مع والدة عبد الرحمن في الاوضة التانية..
أومأت برأسها بتفهم ثم اسندت رأسها على الفراش مجددا بتعب فقالت نادين بتعمد لما تود الالتفات اليه
بس اللي آيان عمله كان مفاجآة للكل بجد لولاه كان زمانا كلنا اتفحمنا مع البيت..
أجابتها رواية بقلب مقبوض لمجرد تخيلها وصفها الشنيع
الحمد لله اننا خرجنا منه على خير..
ثم استطردت بارتباك
أنا اتفاجئت باللي عمله فعلا بس كنت متوقعة ده بعد ما سمعت كلام فهد..
بحثت ريم عن مغزى ما تود قوله لذا قالت دون تردد
طب آن الآوان انك انتي وبتك تسامحوه على اللي عمله الواد بقى زين وكلنا شوفنا ده بعنينا..
ردت عليها بتريث
أنا ممنعتهاش انها ترجعله أو تسامحه صدقيني يا ريم انا ماليش دخل هي اللي حابة كده..
تنحنحت تسنيم بحرج وهي تباغت بقولها المرتبك
سامحوني لو بقطع كلامكم بس انا حاسة ان بعد اللي حصل أكيد هتقدر تسامحه..
رددت نادين بشك
ومش روجينا بس اللي هتسامحه فهد كمان وآسر اكيد هينسوا كل حاجة ويمكن اللي حصل ده الخير لينا كلنا..
خرج صوت رواية هامسا بتعب
يارب يا نادين لاني خلاص معتش متحملة أي حاجة..
لم يكن النهار كافيلا بمنح أجسادهم الراحة اللازمة لبدء العمل لذا قضوا النهار والليل بأكمله وتلك الفترة استغلها رجال آيان المغازي فقاموا بهدم بقايا السرايا حتى تكون الارضية التي قد تصل ل٨٠٠متر لاعادة البناء وقام رجاله أيضا بتوفير الطعام والملابس وما يلزم للمندارة باوامر من آيان لذا كان على الشباب الاستيقاظ باكرا في صباح اليوم التالي فاجتمعوا سويا بقاعة المندارة حتى يتقاسموا المهام فزفر بدر بتأفف
يعني بعد كل ده وفي الاخر تشيلوني البناية!!
أومأ آسر برأسه ثم قال وعينيه تحدجه بنظرة غامضة
مش لوحدك آيان معاك...
ردد أحمد پصدمة
بدر مع آيان!! ما تراجع نفسك يا آسر..
ابتسم بمكر وهو يجيبه
مهو انت هتكون معاهم عشان يا هتكون بتحجز بينهم يا هتابع العمال وتسبهم ياكلوا في بعض...
رفع بدر حاجبيه بسخط
هنقطع بعض ليه واخدين افراج من العباسية!
ابتسم ايان ثم رفع يديه حول
كتفي بدر ليشير لآسر باستهزاء
هو مش واخد باله اننا بقينا زي السمنة على العسل ولا أيه
ابتسم له بدر ثم قال بمزح
مشافنيش وانا بنط من الدور الاول عشان اساعدك ولا كان مشغول بحالات الاتقاذ...
تعالت ضحكات يحيى ثم قال باستنكار
يا عم يا عم يعني نخرج
منها احنا طيب حيث كده بقى أنا هعمل أيه..
ارتشف آسر كوب الشاي الساخن من أمامه ثم أجابه
لا أنت معايا في الاساس وتقسيمة البيت..
رفع يديه بحزم مصطنع
انت تؤمر يا بشمهندس وربنا يستر والكبير ميقلش مننا قدام المهندسين والنجارين هننزل على الفضائية..
طرق بالكوب على الطاولة وهو يجيبه بصرامة ساخرة
ليه واقف مع رجل كنبة!..
قطع عبد الرحمن حوارهما المتبادل لساعات مطولة بملل
وأنا هعمل أيه!
اتجهت جميع النظرات تجاهه وخاصة حينما نهض آسر ليجلس جواره فلف ذراعيه حوله وهو يجيبه بابتسامة واسعة
أنت هتجيب حاجة السباكة يا عريس..
منحه نظرة غاضبة قبل أن يرد عليه بضيق
ودي هعملها ازاي ان شاء الله أنا اعرف عدد الحمامات اللي في السرايا دي كلها منين!
غمز له بمشاكسة
نفكنا من حوار الجواز مدام انت مش عايز تتعب نفسك وتعرف العدد!
زفر بعصبية وهو يحاول كظم غيظة فتابع آسر بمزح
أنت متضايق ليه
بس مانا اهو لما أخلص أساس البيت هطلع اشتري المفارش والألحفة...
اندهشوا جميعا ولكن حينما استطرد اتضح لهما ما يود فعله
وانتوا عارفين بقى دي شغلة حريم عشان كده احتمال ابقى اخد تسنيم وروجينا معايا يساعدوني..
اقترب آيان منه ثم قال بخبث
حيث كده يبقى أنا لما اخلص مع بدر طالع معاك ميصحش اسيبك تشيل لوحدك يابو نسب...
همس له بصوت منخفض ولكنه كان مسموع
نقضي الغرض بليل وهعزمك في نفس المطعم اللي دشدشنا دماغ أمه ده فاكره
أومأ برأسه عدة مرات والشباب يتابعون بحرص ما يحدث بينهما فقال آيان
خلاص اخلع وانا هظبط بدلتين روشين كده وتبقى سهرة صباحي..
وضع يحيى يديه حول كتفيهم ثم قال ساخرا
بعيدا عن كل الاتفاقات الجميلة دي بالنسبة للمدام اللي هتولد بكره دي أيه يعني عادي اني اسيبها تولد واتفخت مع العمال وانتوا مقضينها ولا ايه!
لاحقه صوت عبد الرحمن المنتقم لما حدث معه
شوف احنا في أيه وهما في أيه!
تنحنح آسر بحزم وهو يهندم من قميصه ثم قال بصرامة
فضناها يالا كل واحد يشوف شغله وبعدين بليل نبقى نكمل خناق واتفاقات...
اتجهوا جميعا للخارج واحدا تلو الأخر فلحق بهما آيان وآسر الذي غمز له وهو يردد بصوت هامس
على اتفقنا وسبلي الحوش دول..
بالأعلى...
حاولت ماسة النهوض عن الفراش حتى تؤدي صلاتها فلم تستطيع فقد ألمتها بطنها كثيرا فجاهدت للاستناد على الكومود فما ان انتصبت بوقفتها حتى انسدلت المياه من بين ساقيها كبشرة لها على اقترب رؤية جنينها الذي اشتاقت لحمله بين ذراعيها تعويضا لما فقدته لذا بدون تردد صاحت بصوت يصاحبه الألم
تسنيم!!!!..
..............يتبع...................
الدهاشنة........ بقلمي ملكة الإبداع آية محمد رفعت..
بعتذر عن التأخير بس أنا معرفاكم من البداية اني هنشغل في نص تسعة ولكن متقلقوش انا بحاول اكون متواجدة حتى لو الفصل اتاخر بس مش هوقفها بإذن الله وكده لسالنا ٥فصول ونقدر نقول بكل ثقة ان السلسلة تمت بحمد الله... ال٥فصول هيكونوا مبهجين جدا احنا عانينا مع الابطال وجيه الوقت اللي نفرحهم ونفرح معاهم ..
Aya...
٥١٢ ١٤٦ ص زوزو الدهاشنة...وخفق القلب عشقا..
الفصل السادس والأربعون..
إهداء الفصل للقارئة الجميلةجهاد وليد شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة
ازداد الألم في حدته حتى فقدت القدرة على المحاربة فربما تهون عليها صرخاتها التي علت لتغدو أكثر حدة فحاوطتها تسنيم من جهة وحور من الجهة الأخرى في حين أن هرعت تالين للأسفل كما أخبرتها نواره لتخبر يحيى انتهت من طريقها الفاصل بين المندارة والسرايا فلمحهابدر لذا أشار بيديه أن تتوقف محلها والا تدنو من البقعة المحاطة بالرجال فالرجل الشرقي لا يغار على زوجته وشقيقته فقط بل كل نساء منزله هن عرضه وشرفه فألقى ما بيديه
متابعة القراءة