بقلم اية محمد رفعت

موقع أيام نيوز


بينهما حتى تفحص بدر الهاتف وهو يردد بدهشة 
ده مش خطي! 
جلس يحيى يزيح حبات العرق النابض عن جبينه بعد انتهائه من نقل الطوب للعامل بالأعلى فأخرج هاتفه حينما ورده أحد المكالمات فاستمع لصوت المتصل 
كده يا حبيبي بقالك فترة مش بتعبرني ولا حتى بشوفك طيب أنا هنت عليك 
صعق مما استمع اليه وخاصة بأن الصوت كان واضحا بأنه يعود لرؤى زوجة بدر فردد بذهول 

رؤى! انتي متلغبطة في الارقام ولا أيه! 
رددت پصدمة تفوقه 
يحيى! 
وقبل أن يستمع لتبرير صريح منها كانت قد اغلقت الهاتف بوجهه من فرط الحرج الذي تشعر به فالقت الهاتف عن يدها أما يحيى ففور تأمله جهات الإتصال تأكد من أنها لم تكن تطلب الجهة الخاطئة بل أن هناك خطا ربما مقصود! 
أشار آسربيديه لأحد العمال ليخبره 
خد بالك البراميل ملان مية أنا هجبلك واحد فاضي بس الله يكرمك تنجزني لان زي ما أنت شايف الوضع مش مستحمل. 
رد عليه بتأكيد 
متقلقش يا بشمهندس هنخلص قبل المدة المطلوب بإذن الله.. 
منحه ابتسامة هادئة 
إن شاء الله. 
ثم ناوله مبتغاه وإتكأ بمعصمه على الحائط من خلفه ليجذب الهاتف الذي يدق فوجد رقم غريبا فتح آسر الهاتف ثم قال 
الو.. 
أتاه صوتا غريبا يستمع له لأول مرة 
دفعت إيجار الأراضي وكله تمام يا كبيرنا عشان تتأكد ان وراك رجالة. 
ضيق عينيه وهو يردد بحيرة 
أراضي أيه انت مين 
رد المتصل بدهشة 
لحقت تنساني يا آيان باشا أنا لطفي رجل من رجالتك! 
بعد آسر الهاتف عن وجهه ليتطلع بالشاشة بذهول فوجد آيان يقف مقابله ويناوله خط صغير وهو يردد ساخرا 
اسمع عن تبادل الموبيلات لكن الخطوط دي موردتش عليا قبل كده! 
قدم له آسر الهاتف فرفعه آيان على اذنيه ثم قال بثبات عجيب 
اقفل أنت يا لطفي ساعة وهكلمك تاني. 
وبالفعل أغلق الهاتف ووقف في محاذاة آسر الذي انتقلت عينيه الصقرية تجاه ابناء اعمامه فكلا منهما يقترب منه يحمل هاتفه ويردد بنفس الكلمات التي جمعتهم 
ده مش خطي! 
انتقلت نظراته تجاه عبد الرحمن الذي يراقبه بابتسامة انتصار فناداه پغضب 
تعالى هنا احسن ما أجيلك أنا وأخلي شكلك ميساواش قدام الرجالة. 
اعملكم ايه ما انتوا الا بدأتوا.. 
اقترب منه يحيى ثم صاح به پغضب 
أنت أهبل صح أنت عرضتنا كلنا لموقف محرج أنا كان معايا خط بدر ورؤى اتحرجت لما أنا اللي رديت عليها انت كده هزرت والمفروض اننا نضحك يعني ولا أيه بالظبط! 
استشاطت نظرات بدر الغاضبة فقال آيان هو الأخر
وأنا كان معايا خط آسر وتسنيم رنت عليه برضه..
تهجمت معالم آسر فبدى مخيفا للغايةوخاصة حينما انتقلت يديه لقميص عبد الرحمن الذي اسرع بالتبرير
وأنا إيش عرفني انهم اللي هيرنوا أنا كنت آآ.. 
انقطع صوته حينما تلقى لكمة قوية أطاحته أرضا فضحك أحمد وهو يخبرهما بعنجهية 
أنا الحمد لله مجاليش مكالمات خالص. 
ضحك بدر ثم وضع يديه حول كتفيه وهو يخبره ساخرا 
وهو أنت كنت فاضي للمكالمات يابو نسب أنت كنت مقضيها تحرش جوه بس الوالدة ظبطتك. 
صعق لما يستمع اليه فغمز له بمشاكسة 
مهو حظي جيه في خطك أختي بقى ومننا وعلينا.. 
اڼفجر آيان ضاحكا ثم قال بسخرية 
العيلة دي هتتشرد لو اتأخرنا اكتر من كده لازم نرجع السرايا زي ما كانت بأسرع وقت.. 
صاح بهما يحيى 
انتوا بتهزروا وسايبن الواد ھيموت في ايد آسر! 
رفع أحمد يديه
بعدم مبالاة 
يستاهل. 
تدخل آيان بينهما فابعده عنه بصعوبة ثم قال 
خلاص يا آسر الواد كان بينتقم من اللي حصله. 
ردد بانفعال 
ده لعب عيال مش اڼتقام ده.. عمره ما هيكبر عشان كده مينفعش لا لجواز ولا لغيره.. 
نهض عبد الرحمن ينفض الغبار عن ثيابه ويحاول جاهدا اخفاء ضحكاته فجذب آسر الهواتف من ايدهم ثم القاه بوجهه ليشير له بصرامة 
زي ما بدلتهم ترجعهم والا أنت عارف اللي هيحصلك. 
حملهم عنه عبد الرحمن ثم قال پصدمة 
ودي هعملها ازاي دي.. 
اتاه رده اللازع يقتص منه 
زي الراجل العاقل كده لما يحل تفاهته
ثم أشار للشباب 
يلا. 
غادر الجميع وتركوه بورطة كان هو السبب بها من البداية فلعڼ حظه العسير الذي أوقعه بما فعله.. 
بالأعلى.. 
ولجت رؤى لغرفة ماسة ويبدو بأنها مرتبكة فسألتها الأخيرة باستغراب 
مالك يا بنتي 
وضعت الهاتف عن يدها ثم قالت بتوتر 
أنا في مصېبة ومش عارفة أعمل ايه 
شهقت الاخيرة پخوف 
مصېبة أيه 
قالت بحرج والدموع تتلألأ بعينيها 
انا رنيت على بدر معرفش ازاي يحيى اللي رد مع اني واثقة والله ان ده رقم بدر حتى شوفي! 
جذبت ماسة الهاتف منها بتعب مازال بادي على وجهها المرهق ثم رددت بذهول 
غريبة! يمكن الخطوط فيها مشكلة ولا حاجة وحتى لو ده حصل ايه المشكلة يعني أكيد يحيى فاهم وعارف انك قاصدة جوزك مش حد تاني.. 
القت الهاتف على الفراش ثم احتضنت وجهها وهي تجيبها بقلق 
بس برضه هيقول عليا أيه!! 
كادت بأن تعود لمحاولات مواساتها عن الحرج الذي تعرضت له ولكنها توقفت حينما
ولجت حور للداخل تحاول الحديث من بين نوبة الضحك الذي يتملكها فقالت بصعوبة
نكتة بجدجيت أكلم أحمد طلبت بدر معرفش ازاي!
قالت تسنيم من خلفهما 
لا دي مش نكته بقى انا كمان طلبت آسر اللي رد آيان!!! 
انتقلت النظرات المذهولة فيما بينهما وبدى الغموض يسيطر على الافواه حتى ولجت تالين فاڼفجرت ضاحكة عليهن ثم قالت باستهزاء 
ده مقلب عمله فيهم عبد الرحمن هو اللي نقل الخطوط وخد جزاته آسر أدبه. 
اجتمعت الفتيات من حولها على الأريكة ليحثوها على الحديث بالتفاصيل الدقيقة عما حدث.. 
انتهى اليوم بعد شقاء فجلس الشباب على الأريكة المقابلة للاسطبل الخارجي يدون أحمد الحسابات التي يلقيها آسر والشباب على مسمعه وما
يحتاجون لجلبه بالصباح الباكر فنهض الجميع حينما اقترب منهما فهد فحياهم بمحبة 
السلام عليكم.. 
رددوا معا 
وعليكم السلام ورحمة الله. 
جذب آيان احد المقاعد وهو يشير له 
اتفضل يا كبير.. 
استرخى فهد بجلسته عليه ثم قال بابتسامة زادته وقار وعينيه تتفحص دفتر الحسابات من أمامه 
الله ينور عليكم يا رجالة سند يعتمد عليه صوح. 
ابتسموا جميعا فقال آسر ببسمة مشرقة 
ربنا يخليك لينا.. 
أغلق فهد الدفتر ثم استند بجسده على العصا ليخبرهما بمكر 
بس مش عجبني انكم تكونوا مركزين في الشغل ومقصرين في الاهم منه. 
تساءل آسر بعدم فهم 
مقصرين في أيه! 
ابتسم وهو يجيبه 
مع البنات.. عشان كده أنتوا افراج النهاردة اخرجوا اتعشوا بره في مكان يكون مريح وابقوا كملوا الطلبات بكره. 
اتسعت ابتسامة أحمد وهو يقول 
والله يا عمي ما في حد فهمنا ولا مدلعنا غيرك.. 
أضاف عبد الرحمن 

 

 ايوه كده عشان نشحن طاقة للي جاي.. 
استند فهد على عكازه ثم اشار لهما بخبث 
طيب هسيبكم تختاروا المكان اللي تحبوا تروحه. 
اقترح عليهما ايان مطعم راقي قريب من طريق القاهرة يقدم أفخم أنواع الطعام الايطالي فنال استحسانهم فنهض بدر ثم أشار لهما قائلا 
لا أنا اروح اتشيك بقى مدام هنروح مكان عالي زي ده. 
اتبعوه ليستعدوا جميعا للخروج قبل أن يشق الليل بهم. 
سعدت الفتيات حينما علموا بأمر ذاك الموعد الرومانسي فاستعدن سويا بغرفة ماسة التي رددت بحزن 
هتخرجوا من غيري كده! 
ردت عليهاروجينا 
لو مش عايزانا نروح والله نقعد ونتجمع هنا.. 
منحتها ابتسامة مشرقة 
لا يا حبيبتي انا بهزر معاكم اخرجوا وانبسطوا انتوا طالع عنيكم بالطبيخ طول اليوم للعمال وانا من قبل الولادة مش عارفة اساعدكم بأي حاجة.. 
قبلتهاروجينا ثم قالت 
حياتي انتي يا ماستي هبقى اجبلك معايا هدية لتيم الامور.. 
جذبتها ماسة تجاهها ثم همست لها بمكر مش عايزة هدايا حني انتي بس على جوزك المسكين. 
ضحكت الاخيرة ثم اجابتها بدلال 
هفكر.. 
وهبطت خلف الفتيات سريعا حتى لا تتأخر بلقاء محبوبها. 
بالأسفل.. 
ردد أحمد باصرار 
يا عم ما تيجي معانا هو يعني الخروج مينفعش غير مع المدام! 
تدخل بدر قائلا 
فكك منه يا يحيى ده عايز ېخرب عليك.. 
ابتسم يحيى ثم قال 
لا متقلقش انا عارفه اكتر منك. 
ثم استدار لاحمد 
اه مش بيحلى غير بيها ثم اني هسهر برضه بس مع ابني ومراتي. 
ضحكوا سويا ثم اتجهت نظراتهم تجاه آسر وآيان حيث يهبط كلا منهما الدرج فانطلق الصفير مشترك من الشباب اعجابا بما يرتديه كلا منهما من بذلة كلاسيكية أنيقة وكأن كلا منهما يتفق في ذوق الحلى المشتركة فيما بينهما فقال عبد الرحمن باطراء 
الشياكة ليها ناسها بس حاسس أن آسر بقى مأڤورها أوي تقولش هو العريس ولا أيه يا شباب! 
ضحك يحيى ثم قال 
لا عندك آسر من يوم يومه شياكة. 
ابتسم آسر ثم قال بغرور مصطنع 
معتش غيرك اللي هيعلمني البس أيه يا عم أنت اليومين دول خفف دمك ولا حابب تودع للأخرة! 
ضحكوا سويا وسرعان ما اختفى الضحك حينما انضمت
لهن الفتيات فانشغل كلا منهم مع زوجته فدنى آسر منها وعينيه لا ترى سوى عينيها فكأنما بات الكون خاليا لم يعد به سواهما ازدادت خجلا حينما أمسك بيدها ثم همس لها بصوته ذات النبرة العميقة 
الجمال ده مينفعش يخرج من هنا والعيون تشوفه أنا بس اللي مسمحولي.. 
ثم استدار للخلف ليراقب الجميع وعاد ليسترسل بغمزة مكر 
ما تيجي نخلع.. 
ابتسمت تسنيم ثم قالت 
لا دي أول نخرج كلنا مع بعض واكيد مش هنفوتها.. 
أمسك بطرف حجابها الذي اطاحه الهواء فجذب الدبوس الصغير العالق على كتفيها ثم عاد ليحكم به الطرف المنسدل بحرص الا يلامسها طرفه الحاد فمنحها نظرة متفحصة ثم قال
كده أفضل.. 
ورفع يديه لصدره وهو يشير لها
الامير أحيانا مضطر انه يخضع لطلبات أميرته.. 
ضحك وجهها المشرق بحبه الشبه مثالي ثم وضعت يدها بين يديه لتلحق به للسيارة.. 
بحثت عينيها عنه متلهفة للقاء فما أن أمسك بها تفتش عنه حتى أحمرت وجنتها خجلا فعبست بطرف حقيبتها الطويل فدنى منها آيان ثم قال 
كالعادة بتهربي لما بمسكك.. 
رفعت احد حاجبيها بدهشة 
ههرب من أيه! 
اقترب حتى قطع تلك المسافة الفاصلة بينهما ثم قال بنبرة حملت طيف من الحزن 
مني أنا يا روجينا.. 
لعقت شفتيها بتوتر فاستجمعت شجاعتها لتجيبه 
بالعكس أنا بقيت بتقبل وجودك وحابة ان الكل متقبل ده. 
وأزاحت تلك الدمعة سريعا قبل أن تنزع مراءها 
انت عارف ومتأكد اني بحبك واللي كان بيحصلي ده كان من ۏجعي على اللي انت عملته ودلوقتي انت مبقتش الشخص السيء اللي كان في نظري فأكيد يعني انا حبيتك بالۏحش اللي فيك دلوقتي متخيل ان حبي ليك هيقل! 
أمسك يدها ثم قال وابتسامة الفرح تحاوطه 
يعني خلاص هترجعي معايا السرايا بعد ما نخلص هنا 
بادلته الابتسامة وهي تهز رأسها بكل تأكيد ثم قالت بالصعيدية ممازحة إياه 
حدانا بالصعيد الواحدة ملهاش غير جوزها مكان ما بيروح هي بتروح وراه يا واد عمي. 
ضمھا لصدره وصوت ضحكاته تنعش دقات قلبها البائس تعشقه تلك المچنونة
 

تم نسخ الرابط