بقلم اية محمد رفعت
المحتويات
مهما كانت تبقى مرات أخوي وأمك... الدفر عمره ما يطلع من اللحم يا ولدي..
منحها ابتسامة صافية بينما احتضنته نواره وهي تشير له بحنان
بتعتبرنا أغراب اياك...
ثم مسحت دمعاتها وهي تحذره بضيق
اوعاك تقول الكلام الماسخ ده تاني.. سامعني!
هز رأسه ببسمة زرعت من نبع الۏجع الذي يحيطه فأشارت لهما هنية بالخروج ثم قالت بصوت واهن
دنا منها عبد الرحمن ثم جلس لجوارهة لينصت لحديثها
أنت واحد منينا يا ولدي ومعزتك كيف آسر وولاد عمك بالظبط أنت ملكش ذنب في اللي عملته امك وابوك زمان..
وبدموع تلألأت بعينيها استكملت
تعرف لما أبوك ماټ جلبي اتوجع فؤاد كان له معزة خاصة عندي يمكن لانه الصغير ولما عرفت انه كان متجوز ومخلف من غير علمي زعلت بس لما حسبتها زين لقيت ان اللي حصل من رحمة ربنا بيا لاجل ما يسبلي حتة منه تفكرني بيه..
يعني أنت بالنسبالي ولدي وحفيدي وكل حاجة في الدنيا..
احتضنهاعبد الرحمن بحب واحترام يزداد لتلك العائلة الذي يفخر كونه فرد منها...
ولج يحيى لغرفته فتفاجئ بعمر بالداخل يجلس جوار ابنته التي تحتضن عروستها الصغيرة بين يدها بعد أن غلبها النوم فور سماعها للقصة التي قصها عليها أبيها مسد عمر على رأسها بحنان وابتسامة كاذبة ترسم على شفتيه رغم دمعته الخائبة التي تهبط في صمت على حالها وفور شعوره بوجود يحيى لف وجهه للاتجاه الأخر ليزيح دموعها بيديه ثم تطلع له بابتسامة هادئة
دنا من الفراش ثم جلس لجوارها وهو يجيبه بتأثر على حاله
كنت بتمم على المصانع في قنا..
أومأ برأسه فقال وهو يحاول التهرب من التطلع اليه
كويس انك روحت... يالا هسيبك تريح شوية تصبح على خير.
ونهض عمر ليتجه للخروج سريعا قبل ان تخور قواه أمامه أراد يحيى أن يلحق به ولكنه شعر بحاجته لأن يظل بمفرده بتلك الحالة فنهض عن محله ثم دنا حتى أصبح قريبا منها فتمدد لجوارها ثم جذبها برفق لأحضانه فطوفها بذراعيه وهو يهمس لها بعذاب يقتحم عالمه الوردي
وډفن رأسه بين خصلات شعرها التي يعطره زيت جوز الهند الذي يعشق رائحته ليستسلم بعدها لنوم عميق..
توقفت السيارة بداخل ثرايا المغازية فأسرع السائق ليفتح بابها قبل أن تنهال عليه بعتاب لن ينتهي وربما ينتهي عمله ويحرم من فضل تلك العائلة الثرية واهم ما يوجب اتباعه ان يخفض نظراته طوال الوقت وخاصة ان اصطحبها لمشوار هبطتفاتن من السيارة بملامح متخشبة فعقدت الحجاب حول بعضه بعشوائية ثم ضبطت جلبابها الأسود الفضفاض لتصعد الدرج متجهة للداخل بخطوات شبه بطيئة فما أن أصبحت بالداخل حتى أسرعت اليها الخادمة قائلة بحماس وكأنها تنقل اليها خبرا تشتاق لسماعه منذ سنوات
تساءلت بعدم فهم
بيه مين... تقصدي أيان ولدي!
هزت رأسها عدة مرات وهي تردف قائلة
وصل من بدري ومن وقتها منزلش من اوضته..
حررت حجابها ثم أشارت لها بفرحة
طب جهزي الوكل عما
أطلع أشوفه..
هرولت للمطبخ وهي تجيبها
عنيا يا ست هانم..
اختفت من أمامها بينما هرولت الاخرى للاعلى بفضول لمعرفة ما حدث بينه وبين ابنة الدهاشنة المبجلة فما أن وصلت للطابق الأعلى حتى وقفت تلتقط أنفاسها الثقيلة بعدما صعدت الدرج بسرعة لا تليق بعمرها فطرقت على الباب عدة مرات عدم سماعها لإذنه بالدخول دعها تخمن كونه يستريح قليلا بعد سفره من القاهرة الى هنا ففتحت الباب بحرص ان لا تصدر أي صوتا قد يقلق منامه انعقد حاجبيها بذهول حينما وجدت الفراش فارغ فأضاءت الاضواء لتنير الغرفة القاتمة فجحظت عينيها فزعا حينما رأته يجلس على المقعد الهزاز تتصبب من رأسه كالشلال فأغرقت قميصه بدمائه التي أصارت رعبها ونظرات عينيه الساكنة ببرود
أيان ولدي... أيه اللي عمل فيك اكده أنت عملت حاډثة ولا ايه اللي حصل!!
لم يجيبها على أسئلتها المتلهفة بل استكأن بعرينه بصمت انقبض قلبها فتفحصت چرح
رأسه بلهفة ثم أسرعت بتضميده ومازال هو يجلس محله بثبات مخيف وفجأة انطلق هاتفه يخبره بأن هناك رسالة هامة
استلمها للتو فتح الرسالة وخالته مازالت تقف خلفه تضمد رأسه جيدا فتطلعت لشاشة الهاتف لتجد صورة آسر الدهشان مرسلة لشخص مجهول والرسالة المستلمة منه تنص على..
علم وينفذ يا باشا هنربيه ونعرفه مقامه وهنبعتلك فيديو مصور وهو بيتروق عليه..
شهقت فزعا فتركت ما بيدها ثم صاحت باندفاع
انت اتخنقت مع ابن فهد
نظرته تجاهها كانت اجابة كافية لها فصاحت به
اتقطعت ايده... أني مش عارفة انت هتفضل ساكت اكده لحد متى خد بتارنا وبرد نارنا منيهم افضح پتهم النهاردة قبل بكره..
ربما الابتسامة شيء اعتيادي لاي شخص ولكن ويحك ان تبسم الشيطان حينها تفزع القلوب وتتخبئ بداخل الصدر خشية مما قد يحدثه خاصة بأن وجعه ليس ملموسا يستهدف المشاعر فيصبح الۏجع في صميم القلب!
إتبع ابتسامته تلك ردا صريح منه حينما قال
متستعجليش بوجعهم يا خالتي الضړبة اللي توجع هتوجع لما تكون في مقټل.... الصبر كل حاجة في وقتها بتبقى أفضل الف مرة من التسرع..
جذبت المقعد القريب منه ثم جلست تساله باهتمام
كيف وأنت ناوي على الحړب من دلوقت
لوى شفتيه بتهكم
الحړب لسه مبدأتش أنا اللي هبدأها ووقت ما احب..
أشارت على الهاتف وهي تردد بدهشة
الحړب هتبتدي لما هتقتل ولد الدهشان تفتكر فهد هيقعد ويتفرج عليك وأنت بتقتل ولده اكده!
بنفس الابتسامة اجابها
مين قال اني هقتله انا عايزه عايش للحظة اللي هكسر فيها ابوه قدام الكل عايز اشوف نظرات الغرور والثقة دي هتتحول لأيه وقتها...
انعقدت حاجبيها وهي تردد بدهشة
والله ماني عارفة أنت بتفكر ازاي ولا ناوي على ايه!
اسند رأسه على المقعد وهو يردف بتسلية
استني وهتشوفي..
التزمت غرفتها منذ لحظة عودتها تركت المياه تبلل جسدها بملابسها علها تغسل تلك اللحظة المؤثرة كلما تتذكر ما فعلته ترتجف ړعبا كيف استطاعت قټله بتلك البساطة ربما حاجتها للاڼتقام دفعتها لذلك احتضنت رؤى ذاتها وبكت بتأثر بكاء زلزل قلبها الممزق فاتاها صوت مناديا..... صوت يطلبها للاقتراب... صوت حثها بأن الله قريبا منها... اذا ارادت لقائه تهم لرؤياه فمن المؤكد هو من يعلم ما بداخلها من قبل ان تنطق به نهضت عن الأرض ثم أغلقت مياه الدوش وجففت جسدها وخرجت تبحث في خزاناتها عما تتمكن من ارتدائه لتصلي وبالفعل وجدت فستان بأكمام محتشم واسكارف كانت تتزين يه وتضعه على رقبتها ارتدته وحاولت ان تصلي ولكن لم تستطيع بكت باڼهيار حينما تذكرت بأنها طوال سنواتها لم تحاول مرة واحدة الاقتراب من ربها او حاولت تعلم الصلاة مرت أكثر من ساعة بعدما أذنت العشاء ولم تستطيع ايجاد حل لمأساتها أتى على بالها بتلك اللحظة حور لطالما كانت تراها تصلي وتسجد بخشوع لربها خرجت من غرفتها على الفور وذهبت لغرفتها فتركت بابها وحينما استمعت لأذنها بالدخول ولجت للداخل... وفي ذاك الوقت كانت حور تجلس برفقة تسنيم التي شاركتها غرفتها فتعجبت كلا منهن حينما وجدوها تقف امامهن بتلك الثياب فمنذ ان رأتها تسنيم وهي تراها تلبس ملابس متحررة هي وشقيقتها رددت حور بتعجب
رؤى!
اقتربت منها بحرج وهي تقدم قدما وتؤخر الاخرى حتى باتت مقابلها فقالت بدموع مزقت قلوبهن معا
مش عارفة أصلي يا حور ممكن تساعديني..
انهمرت دمعات حور بتأثر لحالتها فاحتضنتها وهي تردد بدموع
طبعا يا حبيبتي هعلمك كل حاجة تخص الدين..
ابتسامة مشرقة اينعت من وسط دموعها وخاصة حينما اقتربت منها تسنيم لتربت على ظهرها وهي تحمسها قائلة
أنا صحيح مش عارفة كتير بس هساعدك لو تحبي..
هزت رأسها كالغريق الذي يتعلق بقشة النجاة فولجت مع تسنيم للمرحاض مرة أخرى لتعلمها كيف تتوضأ لتستعد للقاء الله عز وجل وخرجت معاها لتجد حور بانتظارها لتصلي بها وتعلمها اول خطوات الصلاة شعرت براحة غريبة تحيط بها لأول مرة كأنا هناك هالة مضيئة احاطت بها لتضيء قلبها المعتم قشعرة غريبة تمسكت بها مع كل كلمة ترددها خلف حور وحينما لامست رأسها الارض استكأنت واخرجت ما يضيق صدرها من هم وۏجع وفور انتهائها من الصلاة جلست لجوار تسنيم التي لم تمل أبدا من اسئلتها الفضولية تجاه الحجاب فأول سؤالها كان
ليه بيقولوا ان الحجاب بيقصف الشعر وبيبوظه..
تطلعت تسنيم لحور ثم ابتسمت كلا منهن فحررت تسنيم حجابها لينسدل شعرها الطويل الناعم على كتفيها ثم قالت بابتسامة رقيقة
فين ده أنا مش شايفة كده..
نقلت رؤىنظراتها بين حور وتسنيم بانبهار فعادت تسنيم لتستكمل حديثها بحوار مشهور سبق ذكره من قبل حينما سألتها قائلة
فين موبيلك يا رؤى..
أجابتها قائلة
في اوضتي ليه
جذبت حور هاتفها لتضعه بين يد تسنيم قائلة بمكر
بس انا موبيلي موجود... اتفضلي..
تفحصته تسنيم بنظرة جعلتها حائرة للغاية ثم اختصت رؤى بسؤالها
الله الفون ده جميل بس ليه يا حور مبوظاه بالجراب ده مخلي شكله وحش وباهت..
اقترحت رؤى اجابة
اكيد لازم تحفظه بجراب لانه غالي وممكن يبوظ منها او يتوسخ...
اتسعت ابتسامتها ثم قالت
عشان كده ربنا بيحمينا من العين وبيحفظنا بالحجاب واللبس الواسع ده عشان احنا غالين ومينفعش الرايح والجاي يتفرج علينا..
استطاعت بمثلها البسيط المعروف ان تسهل عليها فاتسع صدرها وظلت جوال
ليلها تستمع لحور تارة ولتسنيم تارة اخرى حتى باتت على يقين بقرارها بأنه صائب..
أشرقت شمس اليوم التالي فتسلل أحمد لغرفة آسر بحرص حتى ولج للداخل فوقف حائرا للغاية حينما وجد جسدين يلتف كلا منهما بغطاء منفرد فوقف يردد بحيرة
مين فيهم آسر ومين فيهم بدر.. يوووه انا هعمل ايه الوقتي في عمي اللي عايز ابنه ده..
حسم احمد قراره وخرج لسليم فسأله باهتمام
فين بدر!
قال في ملل
معرفش اخاڤ اصحى آسر يقوم ېقتلني... الله يكرمك يا عمي ادخل انت صحيه وتبقى عملت فيا الخير كله..
حدجه بنظرة صارمة اتبعه قوله الحازم
خبر أيه يا احمد.. هنقف نهزر على الصبح ونسيب مشاغلنا ادخل صحيه وقوله يحصلني على تحت...
وكاد بالهبوط فأسرع احمد خلفه ثم قال بتوتر
مهو حضرتك متعرفش ان بدر ابنك بېموت وهو نايم يعني مبيصحيش بالساهل اسر بقا نومه خفيف لو كحيت هيصحى وهينفخني يرضيك اتنفخ يا عمي!
احتدت نظرات سليم فلكزه بعصاه بحدة
معندناش حد بېخاف كيف الحرمة تحب اصحيلك الكبير يتفرج على الخلفة اللي تفرح الجلب..
لوى فمه وهو يجيبه بتهكم
خلاص متصحيش حد
متابعة القراءة